أخلاقنا الإسلامية العظيمة
الرجوع إلى الحق
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
إن الرجوع إلى الحق والإعتراف بالخطأ والتقصير فضيلة وميزة يجب ان يحرص عليها كل مسلم عاقل يعى دينه الحنيف وتعاليمه السمحة .
وكلنا ذو خطأ وأغلبنا صاحب ذنب وهذا ليس بعيب طالما عرفت التوبة طريقها إلى قلوبنا فى كل وقت .
ولكن العيب كل العيب فى عدم الإعتراف بالذنب وتمكن الهوى من العقل والنفس والإصرار على الخطأ بل والتمادى فيه .
وعندما يتحلى الإنسان العاقل بالشجاعة فلن يكون لديه مشكلة فى الرجوع إلى الحق والإعتراف به .
وتكتمل المنظومة بالإستغفار إن كان ذنباً وبالإعتذار إن كان خطأً وكلاهما يرفع من قدر المرء وينم عن تواضعه ورضوخه أمام الحق مهما كان صغيراً كان ام كبيراً .
فلا تخجل ابداً من الرجوع للحق خاصة إن كنت رئيساً أو مسئولاً فلا عيب فى تراجع عن جزاء او عقوبة أو إجراء ما إتخذته ضد أحد مرؤوسيك وثبت لك بعد ذلك أن هذا القرار ظالم أو فيه نوع من أنواع التعنت .
وما الذى يمنع أيضاً بعض ولاة امورنا من الرجوع إلى الحق ؟؟ وما الذى يجعلهم لا يستمعون أحيانا إلى أصوات مخلصة ناصحة ؟؟
وما الذى يمنعهم من التراجع أمام صوت الضمير وهتاف الحق فى صدورهم ؟؟
إن عودتهم إلى الحق وإعترافهم به دون تكبر هو أيسر الطرق لمساحات من الحب والمودة والمصداقية لدى شعوبهم .
ورصيد كبير من الشعبية تختزنه لهم قلوب الضعفاء وذاكرة الفقراء .
ولقد كرم الله العديد والعديد من الرسل فى القرآن الكريم بهذه الخصلة الحميدة :
(اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ)
سورة ص آية 17
(وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)
سورة ص آية 30
ولو لاحظنا أن الله جل وعلى كرمهم بأعظم صفة ألا وهى العبودية .
فهيا بنا عباد الله ولنحاول أن نلحق بركب العباد الصالحين
ولا نتكبر فى الإعتراف بالخطأ ولا نخجل من الرجوع إلى الحق
وإن استوجب ذلك الإعتذار .
أقوال فى الرجوع إلى الحق
من القرآن الكريم :
" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ "
[آل عمران:135]
من السنة المطهرة
" ستكون أثرة وأمور تنكرونها . قالوا : يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال : تؤدون الحق الذي عليكم ، وتسألون الله الذي لكم "
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3603
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
السلف الصالح
ولايمنعك قضاء قضيت فيه اليوم فراجعت فيه رأيك فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق فأن الحق قديم لايبطله شئ ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل
" عمر بن الخطاب يوصي أبا موسى "
* ما كابرني أحد على الحق ودافع الا سقط من عيني , ولا قبله الا هبته وأعتقدت مودته."
" الشافعى "
لئن أكون تابعا في الحق خير من أن اكون رأسا في الباطل
" معمر لحماد ابن أبي سليمان "
أختكم فى الله
أمانى صلاح الدين