بر الوالدين / 15



أخلاقنا الإسلامية العظيمة


بر الوالدين






بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .






عندما ألحت على الكلمات لأكتب عن بر الوالدين سبقتنى إلى هذه السطور مشاعر جياشة متزاحمة وكثيفة وتطور الأمور إلى دموع متساقطة من عين طالما كانت تتمنى أن يكون والديها أمامها الآن لتطبع قبلة حب ومودة على كفيهما .


وبالطبع جميعنا يعرف ويحفظ عن ظهر قلب فضل الوالدين وفضل طاعتهما ورعايتهما فى الدنيا قبل الآخرة .


وسوف أحاول أن يكون الحديث خارجاً عن حدود الروتين والتكرار.






إن إنتشار ظاهرة العقوق فى عصرنا هذا للأسف الشديد تعتبر جريمة ويجب أن يتم تناولها فى وسائل الإعلام والتحدث عن مخاطرها على إعتبار أنها قضية مهمة وجوهرية ولكن ما يحدث للأسف الشديد من وسائل الإعلام من نشر بعض الأعمال المضللة والتى تعلم النشء الجرأة والتجرأ على الوالدين وتبث النقاشات الحادة والجدال ولغة الندية بين الأبناء والوالدين .


وكان من الأولى ان تكون هناك برامج جادة وهادفة توضح نماذج واقعية من الحياة لعواقب العقوق .










ومن ذاكرتى  قصة عجيبة واقعية سمعتها منذ فترة من أحد مشايخنا الكرام وقد كانت هذه القصة لشخص ضجر بأبيه العجوز وقرر فى لحظة زينها له الشيطان التخلص من والده عن طريق دهسه بسيارته


وجاءت لحظة التنفيذ وبالفعل قام الولد بدهس والده بالسيارة ولكن لسوء الحظ لمحه بعض المارة وامسكوا به وبعد المحاكمة دخل إلى السجن وفى هذه الأثناء شب ابنه الأصغر حتى أصبح شاباً يافعاً يسعد به أى اب وفى يوم خروج الأب من السجن بعد فترة العقوبة كانت الزوجة والإبن فى إنتظاره .


وبينما كان الإبن فى السيارة يتبادل أطراف الحديث مع والدته فإذا بوالدته تخبره بفرحة بأن أباه قد خرج من باب السجن وفى لحظة كان الولد يندفع بالسيارة من شدة الفرح وبسرعة البرق ولكنه لم يستطيع التحكم فى السيارة فدهس والده !!!








وترجل مسرعاً من السيارة ليسمع آخر ما استطاع أن يتلفظ به والده من كلمات " فعلت بى دون قصد ما فعلته بأبى عن قصد "


نعم أخى الكريم وأختى الكريمة افعل ما شئت فكما تدين تدان وصدقونى والله يشهد على ذلك إننى لا أتعجب عندما تقول لى ابنتى ما كنت اقوله لأمى وما كنت أفعله هى أيضاً تفعله معى قولاً وفعلاً وسبحان الله فالإنسان يحصد ما زرع ويحصد ما روى والله هو العدل والحق وجعل معية طاعته طاعة الوالدين .


بل وكرمهما بالأمر المباشر لك بلين الحديث وخفض الجناح والرحمة وحتى أقل كلمات الضجر " أف " غير مسموح لك بها .










وصدقاً لن تجد أخى وأنتِ يا أختِ أحن ولا أدف من حضن الوالدين الدافئ فى كل وقت الحنون فى كل ظرف الذى لا يحمل ضغينة لك .


قلب الوالدين واحة غناء بالعطاء مهما قست صحراء مشاعرك .


إياك أن تعق والديك فهما ثروة ونعمة ورحمة من رب الهدى وظل وارف لا تفقده ولا تضيعه وإلا ضيعك الله










أقوال فى بر الوالدين
















من القرآن الكريم :










" وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ "






[الأحقاف :15]






من السنة المطهرة






" رضا الرب في رضا الوالدين، و سخطه في سخطهما "


الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4457


خلاصة حكم المحدث: صحيح






السلف الصالح






* كان أبو هريرة إذا أراد أن يخرج من دار أمه وقف على بابها فقال: السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: ورحمك الله كما سررتني كبيراً، ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثل ذلك.






* كان أبو الحسن علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهم كان من سادات التابعين، وكان كثير البر بأمه حتى قيل له: إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة، فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها






* ذكر العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي، فقال: لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه، فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الحجرة فإني قد ذبحت أبي هنا، وكما تدين تدان.


















أختكم فى الله


أمانى صلاح الدين








جميع الحقوق محفوظة © 2013 آماني الروح