العطف على الصغير / 5



أخلاقنا الإسلامية العظيمة


العطف على الصغير












بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .






من أراد منا ببساطة أن يتعرف على شخصية ما ويحكم عليها من حيث رقة القلب ورهف الحس فليراقب تعاملها مع طفل صغير .


فمن من أصحاب القلوب الرقيقة الطيبة يستطيع أن يتمالك مشاعره عند رؤيته طفلاً ؟؟ من منهم يستطيع أن يمنع نفسه من الإبتسامة لهم أو التربيت على كتفهم أو حتى المسح على رؤوسهم بلمسة حانية معبرة عن هذا الصدر الجياش بمشاعر الحنان والعطف ؟؟


من من أصحاب القلوب الرحيمة يستطيع أن ينهر طفلاً صغيراً فى مسجد لمجرد أنه صاح بطفولية أو ضحك ببراءة ؟؟ ومن اصحاب تلك القلوب يستطيع ألا يكرم يتيماً ؟؟ أو يعطف على طفل من أطفال الشوراع وهو يستجدى منه ثمن رغيف خبز لأنه جائع ؟












نعم إن من لا يرحم الصغير هو بكل تأكيد شخص غليظ القلب فظ الطباع نزعت الرحمة من قلبه وليس هذا تجنياً عليه بكل تأكيد ولكنه كلام الصادق الذى لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما  جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال " أتقبلون صبيانكم فوالله ما نقبلهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة ؟ ‍ !"


الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 67 خلاصة حكم المحدث: صحيح












ولا تقتصر مظاهر رحمة الصغير على كل ما سبق ذكره فقط  ولكن يجب أن نضيف إليها ألا نحمل الصغير فوق طاقته من خلافات اسرية بين الأبوين مما يشوش ذهنه ويفقده الإحساس بالأمان والهدوء النفسى وأن يكون ذلك بعيداً عن مسامعه قدر الإمكان .


ومن مظاهر رحمة الصغير أن نتعامل معه فى حدود المرحلة العمرية التى يمر بها وان نشاركه فى إهتماماته الصغيرة دون ضجر أو ضيق أو تهكم على تصرفاته وعاداته .






إن العطف على الصغار وخاصة الأيتام منهم هى عنوان تلك الرحمة التى تزين بها قلبك وطغت على خلقك الكريم فلا تخجل من إظهار تلك المشاعر التى حث عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فإن لم تجدها بداخلك لتظهرها فلتبحث عما يرقرق قلبك ويهذب مشاعرك .












أقوال فى الرحمة














من القرآن الكريم :






" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ "


آل عمران 159






من السنة المطهرة






قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : ( من لا يرحم لا يرحم ) .


الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5997 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]










السلف الصالح






- قال انس بن مالك رضى الله عنه : كان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه من أحسن الناس خلقا وأرحبهم صدرا، وأوفرهم حنانا.. فقد ارسلنى يوما لحاجة فخرجت ، وقصدت صبيانا يلعبون فى السوق لألعب معهم ولم أذهب إلى ما أمرنى به ، فلما صرت إليهم شعرت بإنسان يقف خلفى ، ويأخذ بثوبى .. فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم ويقول: (يا أنيس أذهبت حيث أمرتك؟) فارتبكت وقلت : نعم .. إنى ذاهب الآن يا رسول الله..


والله لقد خدمته عشر سنين ، فغما قال لشئ صنعته : لم صنعته .. ولا لشئ تركته : لم تركته ؟! وكان الرسول صلوات الله وسلامه عليه إذا نادى أنسا صَغَّرَهُ تحببا وتدليلا ، فتارة يناديه يا أنيس، وأخرى يا بنى. وكان يغدق عليه من نصائحه ومواعظه ما ملأ قلبه وملك لُبَّهُ.  .






  








أختكم فى الله


أمانى صلاح الدين








جميع الحقوق محفوظة © 2013 آماني الروح