توقير وإحترام العلماء

أخلاقنا الإسلامية العظيمة
توقير وإحترام العلماء


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
يقول الله عز وجل سبحانه
 " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء"
ويقول الشاعر :
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم   على الهدى لمن استهدى أدلاّء
وقدر كلّ امرئ ما كان يحسنه     والجاهـلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعـش حيـاً به أبداً     الناس موتى وأهل العلم أحياء
حديثنا اليوم عن أهل العلم والعلماء وفضلهم ووجوب إحترامهم وتوقيرهم .


نال العلماء مكانة كريمة ومنزلة عالية من الله عز وجل ومن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وجاء هذا التكريم جزاءاً لما وصلوا إليه من المعرفة والتأمل فهم أخشى العباد من الله وأكثرهم تأملاً فى كونه وأكثرهم حمداً وشكراً لما عرفوا من بواطن الأمور والتى غابت عنا وعظم علينا إستيعابها .
بل وتحول علمهم إلى ميراث لا ينضب ولا ينتهى بمرور الأيام بعكس الأموال الموروثة التى تفنى وتزول .
بل وأصبح العلم النافع صدقة جارية لصاحبها ما دام ينتفع به الناس .
ولنا ان نتصور كم صدقة أصبحت فى ميزان أصحاب التفاسير أو رواة الحديث أو علماء المسلمين فى مجال الطب والرياضة والعلوم وخلافه أو قراء القرآن الكريم .
كم عام مر على هؤلاء ؟؟ وكم مستفيد وناهل من علومهم ؟؟
والله إن العقل ليتوه عندما يتصور ما حصدوه من أجر بإذن الله وما نالوه من رفعة وهم أموات تحت الثرى .
ولكن لا عجب مع فضل الله وكرمه الذى يجزل العطاء ولا يتوقف فضله فى الدنيا و الآخرة .
ومع كل هذه المنزلة والمكانة والتكريم الربانى والنبوى إلا أننا نجد فى بعض الأحيان من يتعرض للعلماء بالأذى النفسى من إضطهاد وسجن وإستخفاف بهم .
أو قد يقوم عامة الناس بسب العلماء أو التهكم عليهم أو جعلهم مادة للسخرية وهذا كله بالطبع يتنافى مع أصول ديننا وثوابته التى كفلت لهم الإحترام والمكانة المرموقة .


ويكفى أن طريق طالب العلم إلى الجنة طريق سهل ميسور كما جاء فى الحديث الشريف وفضل العالم على البشرية فضل عظيم كبير بل وتعدى هذا الفضل فضل العابد .
بل إن العالم يستغفر له من فى السموات والأرض حتى الحيتان فى الماء كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم .
وكما قال الشاعر :
ولولا العلم ما سعدت نفوسٌ  ولا عُرف الحلالُ من الحرامِ
فالأصل فى العلاقة بيننا وبين العلماء هى الإحترام والإجلال والتوقير ومهما تعلمنا ومهما وصلنا من الدرجات العلمية لا ننسى :
" وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ "
كما اعتبر النبى صلى الله عليه وسلم من لم يحترم العالم بأنه ليس من المسلمين :
" ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ، و يرحم صغيرنا ، و يعرف لعالمنا "
الصفحة أو الرقم:101 / خلاصة حكم المحدث:حسن




والعلماء الربانيون تجدهم غاية فى التواضع غاية فى الأدب لا يحتقرون ضعيفاً ولا يستهئزون بجاهل على الإطلاق .
إبتسامتهم الودودة تنير وجوههم وتبعث برسائل الأنس والألفة مع الآخرين .
واتذكر مقولة جميلة لشيخنا الجليل محمد مختار الشنقيطى يقول فيها :
" من تعلم انكسر قلبه لربه وعرف الله بأسمائه وصفاته وعرف حدوده فاتقاها ومحارمه فاجتنبها ومراضي الله فطلبها "
ولعل نور الله يُهدى للعالم لقربه من الله وعلو منزلته كما قال الشاعر :
شكوت إلى وكيع سوء حفظى  فأرشدنى إلى ترك المعاصى
وأخبــرنى بـأن العلـم نـور   ونـور الله لا يهدى لعــــاصى
ونسأل الله أن يحفظ علماءنا الأجلاء اصحاب الفكر المستنير والإجتهاد الصائب والعقل الراجح وهم الذين نسعد بهم فى الدنيا وننهل من علمهم النافع وتبقى سيرتهم بيننا بعد غيابهم عنا كالزهور الفواحة التى لا ينتهى عبيرها ولا تذبل أوراقها مهما مر الزمان .
العقل والعلم فى يوم قد اختلفا  من فيهما الذي قد أحرز الشرفا
العلم قال أنا أدركت غايته  والعقل قال بي الرحمن قد عرفا
فأطرق العلم اطراقاً وقال له  من منا الذي به الرحمن قد اتصفا
فأدرك العقل أن العلم سيده  وقبل العقل رأس العلم وانصرفا


توقير وإحترام العلماء


من القرآن الكريم


( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
آل عمران 18


من السنة المطهرة


" من سلك طريقا يطلب فيه علما ، سلك الله به طريقا من طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ، ومن في الأرض ، والحيتان في جوف الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء ، لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر "
الراوي:أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:6297 خلاصة حكم المحدث:صحيح


السلف الصالح


" العلم خزائن مباركة مفاتيحها الأسئلة "
الإمام أبي حامد الغزالي


قال سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه ) لرجل اسمه كميل
سأله المال أفضل أم العلم ؟؟ فقال :
يا كميل العلم خير من المال
العلم يحرسك وأنت تحرس المال
والعلم حاكم والمال محكوم عليه
والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق


" تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلم صدقة "
معاذ بن جبل
" قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:
" أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا "
قال: ( بموت علمائها وفقهائها )


"موت العالم ثلمة في الإسلام، لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار"
الحسن البصرى
" ولما مات زيد بن ثابت رضي الله عنه قال ابن عباس رضي الله عنهما:
( من سرَّه أن ينظر كيف ذهاب العلم فهكذا ذهابه ) ، وقال رضي الله عنه:
( لا يزال عالم يموت وأثر للحق يدرس حتى يكثر أهل الجهل، ويذهب أهل العلم، فيعمل الناس بالجهل، ويدينون بغير الحق، ويضلون عن سواء السبيل )


العلم ميراث الأنبياء والمال ميراث الملوك والأغنياء
العلم يحرس صاحبه وصاحب المال يحرس ماله.
العلم يزداد بالبذل والعطاء والمال تذهبه النفقات – عدا الصدقة.
العلم يرافق صاحبه حتى في قبره والمال يفارقه بعد موته إلا ما كان من صدقة جارية
العلم يحكم على المال فالعلم حاكم والمال محكوم عليه.
المال يحصل للبر والفاجر والمسلم والكافر أما العلم النافع فلا يحصل إلا للمؤمن.
العالم يحتاج إليه الملوك ومن دونهم وصاحب المال يحتاج إليه أهل العدم والفاقة والحاجة.
صاحب المال قد يصبح معدماً فقيراً بين عشية أو ضحاها والعلم لا يخشى عليه الفناء إلا بتفريط صاحبه.
المال يدعو الإنسان للدنيا والعلم يدعوه لعبادة ربه.
المال قد يكون سبباً في هلاك صاحبه فكم أختطف من الأغنياء بسبب مالهم !! أما العلم ففيه حياةٌ لصاحبه حتى بعد موته.
سعادة العلم دائمة وسعادة المال زائلة.
العالم قدره وقيمته في ذاته أما الغني فقيمته في ماله.


ابن القيم


 أختكم فى الله


.


جميع الحقوق محفوظة © 2013 آماني الروح