أخلاقنا الإسلامية العظيمة
الحلقة الأخيرة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
إخوانى وأخواتى الكرام عشت معكم على مدار الحلقات السابقة أقتطف زهوراً من بستان أخلاقنا الإسلامية العظيمة وما زال البستان عامراً بها وإن شاء الله لن تنتهى ولن تذبل أبداً إلى يوم الدين .
" والدين بلا أخلاق ينقصه الكثير والأخلاق بلا دين كالجسد بلا روح "
فنحن المسلمين تعلمنا أسمى الأخلاق وأرفعها علمنا إياها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال عنه رب العزة سبحانه :
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
وليس بالعلم وحده تعلمناها منه ولكنه كان بخلقه العظيم وصفاته الرائعة نبراساً ونموذجاً يحتذى به فى كل وقت وزمان .
تلك الأخلاق التى عرفها الصحابة الكرام ونمت بداخلهم كالمارد فتضاءلت أمام أخلاقهم أخلاق كل الأمم والعصور .
فمنهم من كان رأيه يأتى موافقاً للقرآن الكريم ومنهم من ذكره الله عز وجل فى القرآن الكريم فى قوله سبحانه :
(وَلَسَوْفَ يَرْضَى )
ومنهم من بذل ماله كله من أجل المسلمين ؟؟
ولن يستطيع أحد أن ينكر أن من عرف دينه حق المعرفه وقرأ سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وسير الصحابة الكرام .
أنه من الضرورى إقران الدين بالأخلاق الحسنة وإلا كيف ستكون سفيراً لدينك وداعياً إليه ؟
يقول الشيخ الفاضل على الطنطاوى رحمه الله :
" سلوا عنا ديار الشام ورياضها، والعراق وسوادها، والأندلس وأرباضها، سلوا مصر وواديها، سلوا الجزيرة وفيافيها، سلوا الدنيا ومن فيها
سلوا بطاح إفريقيا، وربوع العجم، وسفوح القفقاس، سلوا حفافي الكنج، وضفاف اللوار، ووادي الدانوب، سلوا عنا كل أرض في الأرض، وكل حيِّ تحت السماء إن عندهم جميعا خبراً من بطولاتنا وتضحياتنا ومآثرنا ومفاخرنا وعلومنا وفنوننا.. نحن المسلمين!!
هل روى رياض المجد إلا دماؤنا؟ هل زانت جنَّات البطولة إلا أجساد شهدائنا؟ هل عرفت الدنيا أنبل منا أو أكرم، أو أرأف أو أرحم، أو أجلَّ أو أعظم، أو أرقى أو أعلم؟ نحن حملنا المنار الهادي والأرض تتيه في ليل الجهل، وقلنا لأهلنا: هذا الطريق!.
نحن نصبنا موازين العدل، يوم رفعت كل أمة عصا الطغيان نحن بنينا للعلم داراً يأوي إليها، حين شرده الناس عن داره.
نحن أعلنَّا المساواة، يوم كان البشر يعبدون ملوكهم، ويؤلِّهون ساداتهم.
نحن أحيينا القلوب بالإيمان، والعقول بالعلم، والناس كلَّهم بالحرية والحضارة.
نحن المسلمين!
نحن بنينا الكوفة، والبصرة، والقاهرة، وبغداد نحن أنشأنا حضارة الشام، والعراق، ومصر، والأندلس نحن شِدنا بيت الحكمة، والمدرسة النظامية، وجامعة قرطبة، والجامع الأزهر نحن عمرنا الأموي وقبة الصخرة، وسُرَّ من رأى، والزهراء، والحمراء، ومسجد السلطان أحمد، وتاج محل.
نحن علَّمنا أهل الأرض وكنا الأساتذة وكانوا التلاميذ "
رحم الله الشيخ الجليل فلقد أوجز ولخص ووصف المسلمين بأروع ما يمكن .
ولكن ما زال فينا من يدعو بدعوات الجاهلية ويسخر من بلد شقيق مسلم للأسف الشديد .
وما زال فينا من يتنابزون بالألقاب ويتبادلون السباب على صفحات الشبكة العنكبوتية .
فأى عز تضيعون وأى اخلاق تشوهونها ؟؟
وينسى بعضنا أنه لا فضل لأعجمى على أعرابى إلا بالتقوى .
فماذا لو شغلنا انفسنا بالوحدة والتكامل والإتحاد حتى لا ينخر السوس فينا أكثر من ذلك لو عدنا إلى أخلاقنا الراقية لأدركنا من هو العدو الحقيقى والحبيب الحقيقى والأخ الحقيقى .
لماذا لا يشعر كل واحد فينا بأن دمائه مختلط فيها دماء إخوانه .
إخوانى وأخواتى الكرام خلاصة القول :
صلاح أمرك بالأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم
فعاملوا الكل بالفضل لا بالعدل وزينوا أنفسكم بالأخلاق فلنعم الزينة هى .
وتذكروا أن صاحب الأخلاق هو ملك بين الناس حتى وإن كان فقيراً معدماً
" اللهم اهدني وإياكم لأحسن الأخلاق ؛لا يهدي لأحسنها إلا أنت ؛واصرف عني وإياكم سيئها ؛لا يصرف سيئها إلا انت "
استغفر الله وأتوب إليه
أختكم فى الله