أخلاقنا الإسلامية العظيمة
الشورى
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
" ما خاب من استخار، و لا ندم من استشار، و لا عال من اقتصد "
حديث نبوى شريف يخط بماء الذهب كأروع ما تكون الحكمة والتوجية والدعوة والإرشاد إلى ضرورة التشاور للوصول إلى أقصى درجات المأمول والمرجو من صحيح الفعل .
والنفى القاطع الذى أشار إليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فى عدم خيبة صاحب المشورة وعدم ندمه .
إنما تدل على اهمية الشورى فى حياة الجميع .
ولعل من أجل وأسمى السمات التى دلت على ذلك هى نزول سورة قرآنية كريمة تحمل نفس الإسم .
وما أغرب ما ينادى به الساسة الجدد من دعوات للديمقراطية !
ويتناسى الجميع أن رسولنا الحبيب الكريم صلى الله عليه وسلم
كان من أكثر الناس ديمقراطية وتشاوراً مع اصحابه وفى مواطن كثيرة ولعل اهمها أوقات الغزوات وكان دائماً يأخذ بالرأى الأنسب والأصلح .
كما حدث فى غزوتى أحد والخندق .
وترسيخ مبدأ الشورى يجب أن يبدأ اولاً على مستوى الأسرة ويعمم بعد ذلك على مستوى المجتمع ككل .
ولا عيب أبداً أن تشاور زوجتك وتأخذ بهذه المشورة ولا تتمسك بالمفاهيم المغلوطة بأن المرأة ليست صاحبة رأى ولا تستطيع إبداء الرأى السديد .
ولا ارى حرجاً على الإطلاق فى مشورة الطفل فكم من أطفال يملكون رؤية لا نملكها نحن الكبار .
كما يجب بل ويتحتم على كل رئيس فى كل موقع أن يقر هذا المبدأ لأنه ببساطة عند إقرار هذا المبدأ ستسود المودة والثقة وحسن أداء العمل فعندما يشعر المرؤوس بكونه شريكاً فى القرار أو صاحباً للفكرة أو الإقتراح كلما أحب عمله أياً كان وأقبل عليه .
ولكن ما أكثر ما نرى هذه الأيام من التسلط وفرض الأراء وقمع المبدعين .
لقد سادت روح " الأنا " وغابت روح " نحن "
وهنا أقول لصاحب التشبث والتسلط بالرأى من أنت ؟؟
وما هو قدرك بالمقارنة برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟
هل أنت تملك رجاحة العقل كما ملكها هو صلى الله عليه وسلم ؟؟
وهل تملك القيادة الحكيمة والإدراة الرشيدة والرأى السديد كما كان هو صلوات ربى وصلاته عليه ؟؟
بكل تأكيد الإجابات كلها بالنفى .
وبرغم بعض ما ذكرت من صفاته صلى الله عليه وسلم أكد على مبدأ الشورى ودعم قواعدها كأروع ما يكون وأحسن ما يكون .
وعلى الرغم من أنه كان يملك إصدار الأمر دون نقاش أو مشورة إلا أنه كان المربى المعلم الذى كان يزرع الثقة فى نفوس الصحابة ويؤسس قواعد الدولة الإسلامية القوية الصحيحة والتى كنا فى حاجة ماسة إلى التمسك بكل ما جعلها قوية وفتية وفاتحة وطامحة وسائدة وممتدة من اقصى الشرق إلى اقصى الغرب .
بعدنا للأسف عن أساسيات التعاليم القرآنية والنبوية وتاهت بنا الخطى بحثاً عن مصطلحات " إفرنجية " وهى فى الأصل فرع هش من شجرة أصيلة ثابتة فى الأرض غرسها القرآن الكريم ورواها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورعاها صحابته الكرام من بعده .
وما زال منا وفينا من يؤصل الشورى ويتمسك بالقرآن والسنة .
أقوال فى الشورى
من القرآن الكريم :
" فبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ "
آل عمران آية 159
من السنة المطهرة
" خرج النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد فأتاه أبو بكر فقال ما جاء بك يا أبا بكر ؟ فقال : خرجت ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنظر في وجهه والتسليم عليه ، فلم يلبث أن جاء عمر ، فقال : ما جاء بك يا عمر ؟ قال : الجوع يا رسول الله ، قال : وأنا قد وجدت بعض ذلك . فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري ، وكان رجلا كثير النخل والشاء ، ولم يكن له خدم فلم يجدوه ، فقالوا لامرأته : أين صاحبك ؟ فقالت : انطلق يستعذب لنا الماء ، ولم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها ، ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم ويفديه بأبيه وأمه ، ثم انطلق بهم إلى حديقته ، فبسط لهم بساطا ، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أفلا تنقيت لنا من رطبه ؟ فقال : يا رسول الله إني أردت أن تختاروا – أو قال : تخيروا – من رطبه وبسره ، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ، ظل بارد ، ورطب طيب ، وماء بارد . فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تذبحن ذات در . فذبح لهم عناقا أو جديا ، فأتاهم بها فأكلوا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل لك خادم ؟ قال : لا . قال : فإذا أتانا سبي فأتنا . فأتي النبي صلى الله عليه وسلم برأسين ليس معهما ثالث ، فأتاه أبو الهيثم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اختر منهما . فقال : يا نبي الله اختر لي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن المستشار مؤتمن ، خذ هذا فإني رأيته يصلي واستوص به معروفا . فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت امرأته : ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تعتقه ، قال : هو عتيق . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله لم يبعث نبيا ولا خليفة إلا وله بطانتان ، بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ، وبطانة لا تألوه خبالا ، ومن يوق بطانة السوء فقد وقي "
الراوي:أبو هريرةالمحدث:الترمذي - المصدر:سنن الترمذي- الصفحة أو الرقم:2369 خلاصة حكم المحدث:حسن صحيح غريب "
السلف الصالح
" ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم"
الحسن البصرى
" قال قيسٌ لابنِه: لا تُشاوِرَنَّ مَشغولاً وإنْ كان حازماً، ولا جائعاً وإنْ كان فهيماً، ولا مَذعوراً وإنْ كان ناصحاً، ولا مَهموماً وإن كان فَطِناً، فالهَمُّ يَعقِلُ العَقلَ (أي يربِطُه ويُقَيِّدُه)، ولا يَتَوَلَّدُ مِنه رأيٌ، ولا تَصدُقُ مِنهُ رَوية. وقيل: لا تُدخِلْ في مَشورَتِكَ بَخيلاً فَيُقصِّرُ بِفِعلِك، ولا جباناً فَيُخَوِّفُكَ، ولا حريصاً فَيَعِدُكَ ما لا يُرتَجى؛ فالجبنُ والبُخلُ والحِرصُ طَبيعَةٌ واحدة، يَجمعُها سوءُ الظن. وقيل: لا تُشاوِرْ مَن لَيسَ في بَيتِهِ دقيق. وكانَ كِسرى إذا أرادَ أنْ يَستَشيرَ إنساناً بَعثَ إليهِ بِنَفَقَةٍ سَنةً ثُمَّ يَستَشيرُه "
الأصفهانى
برأى لبيب أو مشورة حازم
إذا بلغ الرأى المشورة فاستعن
شاعر قديم
أختكم فى الله
أمانى صلاح الدين
