نفحة يوم الجمعة











 


كم أبغض فلانة، إذا رأيتها كأنني رأيت الموت، فلانٌ كأنني أُنفق عليه،


 كم أتمنى أن أبشَّر بموته، إنه إنسانٌ حقيرٌ، يظن أن له كرامةً،


 هو يدعي العلم والثقافة وهو لا شيء... ونحو هذه النفثات.





الناس المبغِضون يجري على ألسنتهم مثلُ هذه الحُمم من


 العبارات الملتهبة، وما تخفي صدورهم أكبرُ، إنهم أناسٌ يحترقون


 من حيث لا يشعرون... من أشعل الفرن، فلا بد أن يكون أول


 من يصطلي بناره.. إذا أردت أن يحيا قلبُك بأمطار الربيع،


وتتلذذ بشمسه الصافية، عليك أن تجتهد بعدم


حمل الكراهية للآخرين، وترك الكراهية يكون بإحسان الظن،







 وتذكُّر محاسنهم، ونسيان إساءتهم، والتماس الأعذار،


 وعدم مخالطة الحمقى الذين لا يعرفون قدر القريب أو الصديق،


 والبُعد عن أهل الشر.


إذا أردت أن تشم الهواء العليل، وتشرب الماء السلسبيل،


 فاجعل من قلبك كبوابات المدن؛ مكتوب لمن أراد دخولها


"مرحبًا وأهلاً وسهلاً"،


 ولمن غادرها:


 "صحبتكم السلامة"


 هكذا تحيا وتعيش، لك ثقلك وحبك في النفوس، أعرف


 أن الأمر  ليس بالهين؛ فمغالبة النفس والحول دون حصولها


على حظوظها أمرٌ بالغ الصعوبة.


فإن وقعت في البغض فحاول أن تنشغل بما ينسي قلبك ما اعتراه،


 اتصل على صديقٍ حبيبٍ لزيارته،


 اجلس مع والديك، اشتغل في تقليم أشجار الحديقة،


اعمد إلى الصلاة، أو تلاوة القرآن.


الأشخاص في ذاكرتنا عبارةٌ عن صفحاتٍ،


اقلب الصفحة التي لا ترغب في قراءتها.


حاول أن تتجاهله وتلقي به في الفرامة، لا أقصد فرامة الورق؛


وإنما فرامة الذاكرة.




 





جميع الحقوق محفوظة © 2013 آماني الروح