۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
ما أجملَ أن أقول :
أنا
أقصد بها ثقتي بنفسي وبقدراتي، وبنعمة ربي وفضله على عبده الضعيف الفقير إليه !
هي رائعةٌ نجد فيها قدرًا كبيرًا من الثقة والاعتراف بفضل الله عليه، وتلك الأنا تذكِّرنا بقول الذي عنده علم من الكتاب:
{ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }
[النمل: 40]،
وكقول يوسف - عليه السلام -:
{اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ }
[يوسف: 55]
وتلك الأنا نحتاجها لبناء أنفسٍ ورجال قادرين على حمل أمانة البناء والتقدم لبلادنا، والرَّخاء والرفاهية لشعوبنا.
ومن أروع صنوف الأنا:
أنا الضعف والخضوع والمَذَلَّة والعبودية لله رب العالمين، وخير مثال على ذلك خضوعُ العبدِ لربه، معترفًا مُقرًّا له - سبحانه - بالربوبية والتوحيد: "اللهم أنت ربي وأنا عبدك"، فـ" أنا عبدك" هي أروعُ وأجمل أنا في الوجود.
وقد تكون فلسفة الأنا تعبيريةً كأن يعبر صاحبُها عن سعادته بقوله:
"أنا سعيد"، أو عن حزنه فيقول: "أنا حزين، أو أنا مهموم، أو أنا كئيب...".
وتعبِّر "الأنا" عن كل أحاسيس البشر، فمن يحبُّ يقولُها، ومن يَعجَبُ يقولها، ومن يسأم يقولها، كلنا في كل أحوالنا باختلاف أحاسيسنا نقول: "الأنا "
والحديث عن الأنا يتشعب ويطول، لكن من الواضح أنا حُلْوة ومُرَّة، هيِّنة وصعبة، قريبة وبعيدة، واضحة وغامضة، أجملها أنا الخضوع لله، وأقبحها أنا البعد عنه سبحانه، فلنكن جميعًا: أنا القرب لا البعد، أنا الحب لا الكراهية، أنا الإيثار لا الأثرة، أنا الوحدة والأُلفة لا التشرذم والخلاف والفُرْقة، أنا أحبُّكم جميعًا في الله.



