۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
قال ابن عطاءِ الله : أصلُ كُلِّ مَعصيَةٍ وغَفلَةٍ وشَهوة، الرِّضا عَن النّفس، وأصلُ كُلّ طاعَةٍ ويَقَظَةٍ وعِفّةٍ عَدَمُ الرِّضا عنها.
يقولُ الشاعر:
إذا حَدّثَتكَ النّفسُ يَوماً بِشَهوَةٍ
وكان عليها للخلافِ طريقُ
فَخالِف هواها ما استطعتَ فإنما
هواها عَدوٌ والخِلافُ صَديقُ
وقال يحيى بن معاذ : مِن سَعادِةِ المَرءِ أن يكونَ خَصمُهُ عاقلاً، وخَصمي لا عقلَ لَه. فقيلَ لَهُ : و مَن خَصمُك؟ فقال : نفسي. فأيُّ عَقلٍ لها وهي تَبيعُ الخلودَ في الجنَّةِ بِشَهوَةِ ساعة؟
وقال آخر : مَن تَوَهَّمَ أن لَهُ عدواً أعدى مِن نفسِه قَلَّ عِلمُهُ بِنَفسِه .
حكى الأصمعيّ قال :
كُنت أقرأُ " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ والله غفورٌ رحيم"
، وبِجَنبي أعرابي، فقال لي: كَلامُ مَنْ هذا؟ فقلتُ: كَلامُ الله. قال: أعدْ. فأعدتُ. فقال: ليسَ هذا كلامُ الله. فانتبهتُ، فقرأت:
" وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "
فقال: أصبت، هذا كلام الله. فقلت: أتقرأ القرآن ؟
قال: لا فقلت: مِن أين علمت؟
قال: يا هذا، عَزَّ فَحَكَمَ فَقَطَعَ، ولَو غَفَرَ ورَحِمَ لَمَا قَطَع !




