نفحــــــة يوم الجمعة

۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
فضيلة الشيخ / على القرنى






إن الهداية إلى الصراط المستقيم، والسير في ركاب الصالحين، والتجافي عن طريق الضالين؛ لهو أعزُّ وأنفس وأغلى ما يملكه المرء، وهو أتم نعمةٍ يمتن بها الله على العبد:
"بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "
[الحجرات:17]
إنها حصن الله الحصين، من دخله كان من الآمني
ن، وهي الباب العظيم الذي من ولجه كان إلى الله من الواصلين، نوره يسعى بين يديه وبأيمانه إذا أطفئت أنوار المبتدعة والمنافقين، قال الله تعالى :

" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا "
[الأنعام:122]


من تكن همته نسج الحصير     فهو لا يعلم ما نسج الحرير
من رام الهداية على الحقيقة طلبها وبحث عنها، وحشد همته، وعبأ طاقته، وجرد نفسه من كل شاغل، وعالج عثرات طريقه، ومن علم الله صدقه أعطاه وهداه وآتاه، ومن أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً، وما يذكر إلا أولوا الألباب، قال الله:
" مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " [الأعراف:178]
" وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً"
[الإسراء: 97]






وأسلمت وجهي لمن أسلمت     له الأرض تحمل صخراً ثقالا
دحاها فلما استوت شدها     سواءً وأرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت     له المزن تحمل عذباً زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدةٍ     أطاعت فصبت عليها سجالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت     له الريح تصرف حالاً فحالا


جميع الحقوق محفوظة © 2013 آماني الروح