الإيثار

أخلاقنا الإسلامية العظيمة
الإيثار


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
يقول الشاعر :
عجبت لبعض الناس يبذل وده     ويمنع ما ضمت عليه الأصابع
إذا أنا أعــــطيت الخليل مودتي       فليس لمالي بعد ذلك مــانع


إن من أسمى آيات البذل والعطاء ..... الإيثار .


الإيثار عندما تعطى وأنت محتاج وعندما تهب وأنت فقير وعندما تمتنع عن طعام تشتهيه نفسك فى سبيل وضعه فى فم يشتهيه مثلك تماماً .
الإيثار دليل واضح على رقة القلب وسمو النفس وعلو الهمة والترفع عن متع الدنيا الزائلة من مال أو طعام .
كما انه أكبر دليل على المقدرة على كبح جماح الشهوات .
الإيثار كما قالت عنه السيدة عائشة رضى الله عنها فى الحديث الصحيح :
" ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البر السمراء
ثلاث ليال حتى مات "
بأبى أنت وامى يارسول الله صلى الله عليك وسلم
الإيثار هو ما جعل حذيفة العدوي في معركة اليرموك يبحث عن ابن عم له ، ومعه شربة ماء وبعد أن وجده جريحًا قال له: أأسقيك؟ فأشار إليه بالموافقة. وقبل أن يسقيه سمعا رجلاً يقول: آه، فأشار ابن عم حذيفة إليه؛ ليذهب بشربة الماء إلى الرجل الذي يتألم، فذهب إليه حذيفة، فوجده هشام بن العاص ولما أراد أن يسقيه سمعا رجلا آخر يقول: آه، فأشار هشام لينطلق إليه حذيفة بالماء، فذهب إليه حذيفة فوجده قد مات، فرجع بالماء إلى هشام فوجده قد مات، فرجع إلى ابن عمه فوجده قد مات. فقد فضَّل كلُّ واحد منهم أخاه على نفسه، وآثره بشربة ماء.
فأى منزلة واى كرامة  فى لحظات دقيقة عظيمة وبينهم وبين الموت خطوة واحدة ولكنه سمو الأخلاق ورقى الروح نعم رقيها لعنان السماء طمعاً فيما عند الله سبحانه وما عنده خير وأبقى .
 الإيثار هو ما جعل أكثر من ثلاثين رجلاً يجتمعون عند الأنطاكى ومعهم أرغفة قليلة لا تكفيهم فقطعوا الأرغفة قطعًا صغيرة وأطفئوا المصباح وجلسوا للأكل فلما أضيئت الأنوار فإذا الأرغفة كما هي لم ينقص منها شيء؛ لأن كل واحد منهم آثر أخاه بالطعام وفضله على نفسه، فلم يأكلوا جميعًا .


وانت أيها الأبن يا من تؤثر زوجتك وتنسى فضل أمك عليك وإيثارها لك صغيراً كنت أو كبيراً .
هذا الإيثار غير مستحب ولا مباح ولا يسمى إيثاراً بأى حال من الأحوال وإنما يسمى نكراناً للجميل وجحوداً للفضل وعقوقاً ما بعده عقوق .
ويجب أن تؤثر والديك حتى على نفسك وهذا ليس بتفضلاً منك ولكنه حقهما وواجبك نحوهما دونى ادنى شك .
ولقد رأيت بنفسى زوجة صالحة بارك الله فيها كانت احوالها المادية فى بداية زواجها ليست على ما يرام فكانت تخبر زوجها أنها تناولت الطعام فى غيابه حتى تستطيع توفير نصيب أكبر له من الطعام وكانت تؤثره على نفسها شفقة به لأنها يعمل ويكد ويتعب .  


الإيثار سلوك فطرى ولن يستطيع أحد إكتسابه إن لم تكن البذرة مغروسة وصالحة بداخله .
وكما قيل إذا كنت ممن يسهل عليهم العطاء ولا يؤلمهم البذل فأنت سَخِي، وإن كنتَ ممن يعطون الأكثر ويُبقون لأنفسهم فأنت جواد.
 أما إن كنت ممن يعطون الآخرين مع حاجتك إلى ما أعطيت لكنك قدمت غيرك على نفسك فقد وصلت إلى مرتبة الإيثار .




أقوال فى الإيثار


من القرآن الكريم
 (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
الحشر :9   
من السنة المطهرة


" إنّ الأشعريّين إذا أرملوا في الغزو أو قلّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثمّ اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسّويّة، فهم منّي، وأنا منهم"
الراوي:أبو موسى الأشعريالمحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:2486 خلاصة حكم المحدث: صحيح


السلف الصالح
 " الإيثار أعلى الإيمان "
سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه


" بالإيثار تملك الرقاب ، وقيل من آثر على نفسه استحق الفضيلة "
أحد الحكماء




" لو أن الدنيا كلها لي فجعلتها في فم أخ من إخواني لاستقللتها له "
أبو سليمان الدارني


 " الإيثار هو أن يقدم. حظوظ الإخوان على حظوظه في أمر الدنيا والآخرة "
أبو حفص
أُسد ولكن يؤثرون بزادهم  والأُسد ليس تدين بالإيثار
يتزين النادي بحسن وجوههم كتزيُّن الهالات بالأقمار
علي بن محمد التهامي


أكلف يدي من أن تنال أكفهم إذا ما مددناها وحاجاتنا معا
وإني لأستحيي رفيقي أن يرى مكان يدي من جانب الزاد أقرعا
حاتم الطائي


أختكم فى الله


جميع الحقوق محفوظة © 2013 آماني الروح