أخلاقنا الإسلامية العظيمة
رعاية اليتيم والعطف عليه
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أحمد الله وأستعينه واستغفره وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .
يادمعتي اليتيمه يا أحرفي الأليمه مات ابي فقولى للأنفس الرحيمه مات ابي فمن لي يلقي الحنان حولي قولي لهم لعلي ألقى يداً كريمه يادمعتي اليتيمه .
بهذه الكلمات المؤثرة عبرت فتاة يتيمة عما تشعر به من ألم لفراق أبيها وإستدراراً لعطف أصحاب القلوب الرحيمة تلك القلوب التى تدمع قلوبها لدمع اليتيم وتلين مشاعرها عندما تلمح فى عينيه قهراً أو حزناً .
إن لدموع الطفل أثر بالغ فى النفس فما بالنا دموع طفل فقد أباه أو أمه " مع ملاحظة أن يتيم البشر هو من فقد أباه ويتيم الحيوان هو من فقد أمه " وما أشد حرقة هذه الدموع ولوعتها وشدتها على نفس الطفل .
لذلك جاء القرآن الكريم من الرحمن الرحيم سبحانه وتعالى ليؤكد على حق اليتيم النفسى والمعنوى والمادى .
وجاءت السنة النبوية المطهرة أيضاً مؤكدة لهذا الحق
ووجوب مراعاته .
وظهر الجانب النفسى والمعنوى فى النهى عن القهر والظلم لليتيم لما يعانيه من ضعف وقلة حيلة وحزن دفين لا يستشعره إلا أصحاب القلوب الرقيقة الطيبة والله سبحانه وتعالى اعلم بمن خلق وأعلم بما يشعر وبما يعانى .
وعندما حدد الله عز وجل مصارف الصدقات جعل لليتيم فيها نصيباً .
بل وأوصى فى الجانب المادى على مراعاة أموال اليتيم لمن تولى رعايته وشدد العقوبة لمن يأكل هذه الأموال بآية كريمة تقشعر لها الأبدان حفاظاً على حقوقه ورحمة به :
" إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا " سورة النساء
ولقد وضح الله عز وجل هذا المصير لكل من أكل أموال اليتامى ظلماً وإستحلالاً ولكنه أباح ان يأكل منها بالمعروف وبما تقتضى حاجته الضرورية مراعاة لظروف المتكفل .
ولقد إشتكت طفلة يتيمة إلى أخت فاضلة احسبها على خير من أخت أخرى صديقة لنا .
هذه الأخت تجمع أموالاً للأيتام وتدبر لهم إحتياجاتهم وبالطبع جزاها الله كل الخير على عظيم الصنع ولكنها تحدثت أمام الطفلة اليتيمة لتطلب لها المساعدة مما جعل الطفلة الصغيرة تشتكى إلى أختى فى الله وتقول لها نحن لا نحتاج أى شئ وامى ترعانا ونحن بخير والحمد لله .
ويعلم الله كم كان الموقف مؤثراً بالنسبة لى .
لذلك يجب أن نراعى مشاعر اليتيم لأن حساسيته للأمور أضعاف الطفل العادى .
والحقيقة نعانى هذه الأيام من ظاهرة " اليتم المتعمد" والتى بدأت فى الظهور بشدة ذلك النوع والذى له أشكال متعددة وكثيرة ومنها على سبيل المثال :
1 - تلك الأم التى تترك أولادها فى أحوج فترات أعمارهم للخادمات
2 – تلك الأم أو ذلك الأب التى تتنازل أو يتنازل عن ابنائهما للزواج من آخر أو من أخرى .
3- قسوة القلب والعنف المبالغ فيه ضد الأطفال وكم نرى ونسمع هذه الأيام من اطفال تشوهت من أب أو أم بدون قلب .
إن شعور اليتم شعور غاية فى الألم يشعر به الصغير وأحياناً يصيبنا نحن الكبار عندما نتذكر الأم او الأب رحمهما الله فيا له من شعور ومهما كان حولك من البشر تظل تستشعر ذلك الشعور الغامض بالحزن وبإحتياجك لذلك الحنان الذى لا يعوضه البشرية جمعاء ولو إجتمعت حولك فاليتيم بكل تأكيد سيظل مفتقداً لأحضان أمه الدافئة وقلب أبيه الكبير وعطائهما الذى لا ينضب وحبهما الذى لا نهاية له .
انظروا لليتيم بعين العطف والرحمة لترق قلوبكم وتسعدوا مع الحبيب صلى الله عليه وسلم فى جنات النعيم
أقوال فى اليتيم
من القرآن الكريم :
( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ )
سورة الضحى
من السنة المطهرة
" أتحب أن يلين قلبك ، و تدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم ، و امسح رأسه ، وأطعمه من طعامك ، يلن قلبك ، وتدرك حاجتك "
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 80 خلاصة حكم المحدث: صحيح
السلف الصالح
" روى منصور عن الحسن أن يتيما كان يحضر طعام ابن عمر , فدعا ذات يوم بطعامه ,وطلب اليتيم فلم يجده , وجاءه بعد ما فرغ ابن عمر من طعامه فلم يجد الطعام , فدعا له بسويق وعسل "
------------
عن عمر رضي الله عنه أنه قال ( اتجروا في مال اليتامى حتى لا تأكلها الزكاة )
----------------
جزء من قصيدة
للشاعر عبد الرحمن العشماوى
انظرْ إلى وجه اليتيمِ، ولا تكنْ إلا صديقاً لليتيمِ حميما
وارسمْ حروفَ العطف حَوْل جبينهِ فالعَطْفُ يمكن أنْ يُرى مرسوما
وامسح بكفِّكَ رأسه، سترى على كفَّيكَ زَهْراً بالشَّذَا مَفْغُوما
ولسوف تُبصر في فؤادكَ واحةً للحبِّ، تجعل نَبْضَه تنغيما
ولسوف تبصر ألفَ ألفِ خميلةٍ تُهديك من زَهْر الحياةِ شَميما
ولسوف تُسعدكَ الرياضُ بنشرها وتريكَ وجهاً للحنانِ وسيما
انظرْ إلى وجه اليتيم وهَبْ له عَطْفاً يعيش به الحياةَ كريما
وافتحْ له كَنْزَ الحنانِ، فإنما يرعى الحنانُ، فؤادَه المكلوما
لولا الحنانُ لَمَا رأيتَ سعادةً لولا السماءُ لَمَا رأيتَ نجوما
أختكم فى الله
أمانى صلاح الدين