إكسير الحياة



إكسير الحياة


بقلم / أمانى صلاح الدين





رحم مقطوع
لم أكن يوماً سبباً فى قطعه


ولا
أستطيع الجزم بمن هو السبب فى ذلك


هى إبنة عمى
التى لم اراها يوما ولم ترانى
 

ومن يومين وبتوفيق من الله سعيت لوصله رغبة فى الأجر


وبراً
بأبى الحبيب يرحمه الله الذى لم يقطع رحماً فى يوم من الأيام
 


ووجدت
سعادة بالغة فى هذا الوصال ووجدت حنين الدم يمد الروح


والقلب بإكسير
الحياة
 


والحقيقة
وجدت شخصية جميلة رائعة خسرت ودها


ومعرفتها
سنوات مضت ولكننى إن شاء الله




 لن أخسرها فى سنوات قادمة .


من نوادر جحا

من نوادر جحا

 

حمل جحا أوزة مشوية إلى الأمير ،

وغلبه الجوع ورائحة الشواء في الطريق ، فأكل إحدى رجليها ،

 ثم وضعها بين يدي الأمير ، فسأله عن الرجل الناقصه أين ذهبت ؟

قال : لم تذهب إلى مكان ، وإنما الأوز كله برجل واحدة في هذا البلد

ثم تقدم الأمير إلى نافدة القصر وأشار الى سرب من الأوز قائم

على قدم واحدة

كعادته في وقت الراحه ، فدعا الأمير بجندي من خرسه

وأمره أن يشد على سرب الأوز بعصاه ،

وما كاد يفعل حتى أسرع الأوز يعدو هنا وهناك على قدميه .

قال الأمير : أرأيت ؟

إن أوز هذا البلد أيضا خلق بقدمين لم يخلق بقدم واحدة

قال جحا : مهلا أيها الأمير ...

لو شد أحد على إنسان بهذه العصا لجري على اربع .

أحبك يا رسول الله




أحبك يا رسول الله


شعر :عبد العزيز جويدة





صحيحٌ ما رأيتُ النورَ من وجهِكْ


ولا يومًا سمعتُ العذبَ من صوتِكْ


ولا يومًا حملتُ السيفَ في رَكبِكْ


ولا يومًا تطايرَ من هنا غضبي


كجمرِ النارْ


ولا حاربتُ في أُحُدٍ ولا قَتَّلتُ في بدرٍ


صناديدًا من الكفَّارْ


وما هاجرتُ في يومٍ ، ولا كنتُ من الأنصارْ


ولا يومًا حملتُ الزادَ والتقوى لبابِ الغارْ


ولكنْ يا نبيَّ اللهْ أنا واللهِ أحببتُكْ


لهيبُ الحبِّ في قلبي كما الإعصارْ





فهل تَقبلْ ؟


حبيبي يا رسولَ اللهِ


هل تقبلْ؟


نعم جئتُ هنا متأخرًا جدًّا


ولكنْ ليس لي حيلةْ


ولو كانَ قدومُ المرءِ حينَ يشاءْ


لكنتُ رجوتُ تعجيلَهْ


وعندي دائمًا شيءٌ من الحيرةْ


فمَن سأكونْ أمامَ الصَّحْبِ والخِيرةْ


فما كنتُ


أنا "أنسَ" الذي خدمَكْ


ولا "عُمرَ" الذي سندَكْ


وما كنتُ "أبا بكرٍ" وقد صدَقَكْ


وما كنتُ "عليًّا" عندما حَفِظَكْ


ولا "عثمانَ" حينَ نراهُ قد نصرَكْ


وما كنتُ أنا "حمزةْ"


ولا عَمْرًا ، ولا "خالدْ"


وإسلامي أنا قد نِلتُهُ شرفًا من الوالِدْ





ولم أسمعْ "بلالاً" لحظةَ التكبيرْ


ولا جسمي انشوى حيًا بصحراءٍ بكلِّ هجيرْ


وما حطَّمتُ أصنامًا ولا قاتلْتُ في يومٍ


جنودَ الكفرِ والتكفيرْ


وما قُطِعَتْ يدي في الحربْ ولم يدخلْ هنا رمحٌ


إلى صدري يَشُقُّ القلبْ


ولم أُقدِمْ على شيءٍ ولم أهربْ


ولا يومًا حَملْتُ لواءْ


ولا واجهتُ في شَممٍ هنا الأعداءْ





ولا يومًا رفعتُ الرايَ خفَّاقةْ


أنا طفلٌ يُداري فيكَ إخفاقَهْ


ولكنْ يا رسولَ اللهْ أنا نفسي


لحبِّكَ يا رسولَ اللهْ وحبِّ اللهِ تَوَّاقَةْ


أُحبُّكَ يا رسولَ اللهْ


وليسَ الحبُّ تعبيرًا عن التقوى أو الإيمانْ


وليسَ لأنني المسلمْ وليسَ لأنني الولهانْ


وليسَ لأنني عبدٌ ومأمورٌ من الرحمنْ


فحبُّكَ داخلي نوعٌ من الظمأِ من الحرمانْ


أنا الماءُ على شفتي ودومًا في الهوى ظمآنْ





أحبُّكَ يا رسولَ اللهْ أحبُّ محمدَ الإنسانْ


أحبُّ محمدَ العدلَ طليقَ الوجهِ إذْ يعفو


أحبُّ محمدَ الصادقْ


إذا ما قالْ أحبُّ محمدَ البرَّ


بكلِّ الناسِ يُعطيهم بغيرِ سؤالْ





أحبُّ محمدَ الأخلاقْ


أحبُّ محمدَ الإشفاقْ


أحبُّ محمدَ الجارَ الذي يُكرِمْ


أحبُّ محمدَ الأبَّ الذي يحنو


أحبُّ محمدَ الميثاقْ


أحبُّ محمدَ الزوجَ الذي يَعدِلْ


كما الميزانْ إذا قَسَّمْ


أحبُّ محمدَ الصدقَ إذا قالَ وإن أقسَمْ





أحبُّ محمدَ الواثقْ


أحبُّ محمدَ المكسورَ للخالقْ


أحبُّ محمدَ الطاهرْ


أحبُّ محمدَ الصابرْ


أحبُّ محمدَ القائدْ


أحبُّ محمدَ الزاهدْ





أحبُّ محمدَ الرحمةْ


أحبُّ محمدَ الطِيبَ الذي يَنضحْ


أحبُّ محمدَ الإنسانَ


إذْ يأسَى ، وإذْ يفرحْ


أحبُّ محمدًا في الغارِ ينتظرُ هنا جبريلْ


وغيثَ بكارةِ التنزيلْ


وأوَّلَ أحرُفٍ جاءَتْ من الترتيلْ


وتقديسًا له قد جاءَ


في القرآنِ ، والتوراةِ ، والإنجيلْ





أحبُّ محمدًا طفلاً


بصدرِ "خديجةٍ" يبكي من الخوفِ


تُدثِّرُهُ خديجتُهُ بدمعِ الحبِّ والتدليلْ


أحبُّ محمدَ الأوابْ


و"فاطمةٌ" ترُدُّ البابْ


وتشكو لو "عليٌ" غابْ تُطمئنُها


وألمحُ فوقَ ركبتِكَ


هنا "الحسنَ"


وذاكَ "حُسينْ"


كلؤلؤتينْ وفي رِفقٍ حملتَهما ،


حضنتَهما ،وقبَّلتَ ..عيونَهما ،


وشعرَ الرأس ، والكفينْ


كأنَّ فراقَكم آتٍ


وأنتَ تراهُ في الغيبِ


كرؤيةِ عينْ


وجبريلٌ يَمُدُّ يديهِ في شغفٍ


ويَمسحُ فوقَ خديكَ


دموعَ البينْ


وأصحابُكْ ، وأحبابُكْ


قناديلٌ مُعلقةٌ


بكلِّ سماءْ


ودمعُ الناسِ حباتٌ من اللؤلؤْ


موزعةٌ على الأرجاءْ


وصوتُ الحقِّ في قلبِ المحبينَ


كترتيلٍ ، وهمسِ دعاءْ





هنا يبكي "أبو بكرٍ"


ويرتجفُ هنا "عثمانْ"


"عليٌ" يدخلُ القاعةْ


ويقرأُ سورةَ الرحمنْ


وتُخضِعُ نفسَهُ الطاعةْ


مع الإيمانْ





وصوتُ "بلالْ"


يَهُزُّ جِبالْ


وصدرُ الناسِ يرتجفُ


من الأهوالْ


و"مكةُ" مثلُ قديسةْ


تفوحُ بحكمةٍ وجلالْ


وعبدٌ يَكسرُ الأغلالْ


وبذرةُ أُمَّةٍ زُرِعَتْ


فينبُتُ نورُها في الحالْ





ووجهُكَ يا حبيبَ اللهِ


كالبدرِ بكلِّ كمالْ


نبيٌّ يرفعُ الرأسَ


بكلِّ خشوعْ


وفي عينيهِ لؤلؤتانِ قد فاضا


أسىً ودموعْ


وفي الخلفِ ..


ألوفٌ سُجَّدٌ وركوعْ


ملائكةٌ من الرحمنِ قد جاءَتْ


تُطمئنُ قلبَكَ المفجوعْ





وللديانِ قد جئنا حفاةً كلُّنا وعُراةْ


كأفراخٍ بلا ريشٍ


كطفلٍ ضائعٍ بفلاةْ


نُفتشُ عنكَ في هلعٍ


ونصرخُ : يا رسولَ اللهْ


أجِرْنا من عذابِ اليومِ


وارحمنا


من الهولِ الذي نلقاهْ


وأنتَ أمامَنا تقفُ


نبيَّ الرحمةِ المهداةْ


وتطلبُ منهُ أن يعفو


وأن يغفرْ


فهذا الوعدُ من ربي


فيا رُحماهْ


فذُدْ عنَّا


وطمئنَّا


لأن الخوفَ يقتلُنا


فها نحنُ


وقفنا كلُّنا نبكي


أمامَ اللهْ


أنا لا شيءَ أملكُهُ


ولا شيءٌ سيُدركُني وأُدركُهُ





سوى أملي


لعلَّ العفوَ يَشملُني


بحبِّكَ يا رسولَ اللهْ



النجاح












إذا كانت لديك الرغبة الصادقة في النجاح ، فأنت أدركت نصفه ،











 أما إذا لم تتوفر هذه الرغبة ، فأنت أدركت نصف الفشل 





نفحة يوم الجمعة











عادل مناع








دخل من باب السلام
متأهبًا لذلك اللقاء الأول بينه وبين بيت الله الحرام،


ها هو يتجه ببصره
إلى الكعبة في مشهد مهيب ،


هل هو يسير على
قدميه أم أنه يحلق كالطير في جو السماء ؟


تقدم نحوها ببطء
تكتنفه السكينة، تمتزج في قلبه مشاعر الخشوع


والفرحة والرهبة،
ففاضت العينان بالعبرات المتلاحقة،


أخيرًا قد تحقق حلم
لطالما داعب خياله في يقظته ومنامه،


 أخيرًا شرع في أداء فريضة الحج التي تتوق إليها
نفسه منذ سنين،


وما حال بينه وبينها
سوى ضيق اليد.





ها هو الآن تتقافز
في مخيلته صور شتى، مكابدة العمل الدؤوب،


وحرمان النفس من
متاع الدنيا لتحصيل نفقة الحج،


وزوجته تلك المريضة
القابعة في فراشها،


ولحظات الوداع
والوصية بالدعاء بالشفاء،


لقد كانت بدورها تحلم
بأن يؤدي ذلك الملهوف فريضة الله.


يطوف حول الكعبة فيا
لذة الطواف،


 يصلي خلف المقام فما أروعها من صلاة،


يستحضر من الماضي
البعيد ما يبرق به حاضره:


أفي هذا البقعة كان
الخليل إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام


 يرفعان قواعد الكعبة ؟


أفي هذه الساحة كان يصلي
رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم؟


ألامست جبهتي موضع
سجوده؟


وها هو يقف على
عرفه: يا الله، يا أرحم الراحمين،


جئتك تائبًا أرجو
رحمتك وأخاف عذابك،


أنت أرحم الراحمين
وأكرم الأكرمين،


اعتق عبدك الضعيف من
عذاب ينتظره إلا أن ترحمه،


يا رب خلفت ورائي
أمة لك أقعدها البلاء، رب اكشف ما بها من ضر،


يا رب كما أنعمت علي
بأداء فريضتك فرحماك بكل ملهوف يسفع قلبه


لهيب الشوق إلى بيتك
الحرام، أنعم عليهم كما أنعمت علي.


هذا مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم أخيرًا


سأقف أمام قائدي
وإمامي فداه الأهل والمال والولد،


لن يفصلني عنه سوى
سور عبثًا يحاول منع مشاعر حبي المتدفقة


من التحليق حول صاحب
أطهر جثمان،


يا حبيبي ليتني كنت
شعرة في جنبك، أو كنت نعلًا تشرفه بملمس قدميك،


 أحق ما تراه عيناي ؟ أقف أمامك يا رسول الله ؟


يا من عشتُ حينًا من
الدهر أبكي شوقًا إليك كلما طالعت سيرتك العطرة،


ها أنا أقف أمامك،
و...


عبد الرحمن، عبد
الرحمن، قالتها الزوجة المريضة


وهي توقظ زوجها الذي
فاضت الدموع من عينيه وهو نائم،


فاستيقظ مذعورًا،
أين أنا؟ ما هذا؟ أكان حلمًا؟ كل ما رأيته لم يكن حقيقة؟


انفجر في البكاء
والنحيب، ورفع بصره إلى السماء ودموعه


 قد وجدت سبيلها على وجنتيه حتى بللت شفتيه،


وناجى ربه بكلمات لا
يتبين السامع ماهيتها،


 لا لشيء إلا لاختلاطها بالأنين.


يا رب أسألك بوجهك
الكريم أن تمن علي بما كنت أحسبه حقيقة لا خيال،


يارب اجبر كسر قلب
لم تنل منه قوارع الدهر


وإنما عصف به الشوق
إلى بيتك الحرام،


 وزيارة حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم.


يا رب لقد عشت سنين
عددًا أدعوك بها،


وأنا على ذا الطريق
إن شئت أسير،


رب لا تكلني إلى
نفسي الضعيفة فتقنط، وجدد في الأمل،


 رب أشتاق ومالي حيلة إلا الرجاء،


 رب كما احترق قلبي بحقيقة مرة بعد حلاوة
الأحلام،


 فطيب ذلك القلب وسكن ألمه.


الله أكبر الله
أكبر، الله أكبر الله أكبر.


هب الرجل من نومته
عند الكعبة على صوت الأذان،


ولم يصدق نفسه وهو
يدرك أنه كان حلمًا داخل حلم،


 قام كالمجنون يهذي بين الناس بصوت عالٍ،


كان حلمًا، كان
حلمًا، كان حلمًا.


لم يعبأ بتلك الجموع
التي التفتت إليه ترمقه بأبصارها في تساؤل صامت،


فقط سجد لله سجدة
شكر أطالها رغمًا عنه،


فهو الآن في أيام
الحج وأمام بيت الله الحرام، يشعر بأنه ولد من جديد،


وكأنه عاد بعد الموت
إلى الحياة، ومن باطن الأرض إلى علياء السماء.





تساءل في نفسه،
أيبغض هذه الأحلام التي داعبته،


 أم يحمد الله عليها لأنه قد أدرك بها فضل الله
عليه،


حيث عاش يتقلب بين
مشاعر العطاء والحرمان،


فرفع بصره إلى
السماء وهو يناجي ربه:




رب لا تذر على الأرض
من المسلمين محرومًا.


مالى أرى ؟؟



مالى أرى
؟؟












مالي أرى الشمع يبكي في مواقده

أمن حرقة النار أم من فرقة العسل؟




من لم تجانسه إحذر أن تجالسه

لم يقتل الشمع إلا رفقة الفتل  !!!





أبو سوار







جميع الحقوق محفوظة © 2013 آماني الروح